طبيعة المنافسة بين القوى المتصارعة في سوريا على الإدارة الذاتية الديمقراطية

آدمن الموقع
0


زاوية تحليلية .. يكتبها: الكاتب شريف إبراهيم
خاص/ الجيوستراتيجي

من الواضح إن الادارة الذاتية الديمقراطية تملك أوراق قوية في المفاوضات مع حكومة دمشق، ويتضح ذلك من خلال الظروف الجيوسياسية التي تحيط بجميع الاحداث الأخيرة في سوريا، سواء ما تجري شرق الفرات أو غربها.
ويمكن ملاحظة ذلك أيضا عند أي تصريح يطلقه المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين،  وهو ما يدفع بالحكومة السورية والطرف الروسي إلى التوجه لأية مفاوضات مع الإدارة الذاتية، بغية إقناعها في التفاهم مع دمشق. 
وعلينا أن ندرك تماماً إنه في هذا الوقت العصيب يجب أن لا تتصرع الإدارة الذاتية في تقديم أي تنازلات جوهرية، وسوف تكون غبية إن أقدمت على ذلك أمام التداول القضية الكردية في سوريا على طاولة المباحات الدول الكبرى. 
لا بد إن المفاوضات بين الادارة الذاتية والحكومة السورية اربكت الأمريكيين ودول التحالف، ودفعهم إلى مراجعة حساباتهم حيال المستجدات، وربما العودة عن خططهم الرامية في التخلي عن الكرد مجدداً لصالح القوى المحتلة كردستان، لذالك يحاولون بشتى الوسائل كسب الكرد في هذا الوقت حتى لا يتسبدلهم الكرد بقوى أخرى، ولعل روسيا والحكومة السورية في المقدمة، وتعتبر روسيا وتمددها في الشرق الاوسط يشكل أكبر خطر على المصالح الغربية والأمريكية على المدى البعيد، وبذلك هم مجبرون على التراجع عن أي قرار سحب قواتهم من شمال سوريا، حتى لا يكون بديلهم هناك قوة منافسة لهم، ولن تكون إيران ببعيدة أيضاً، لأن قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية ستبحث عن أفضل السبل لحماية الشعب في روجآفا – شمال سوريا، وقد يتحقق ذلك في التحالف مع إيران أو النظام السوري وروسيا. 
ومن المؤكد ووفق التقديرات إن سوف تنجح المفاوضات بين الادارة الذاتية ودمشق بضمان روسي، ويتكلل ذلك بقبول النظام السوري بدولة لا مركزية والإعتراف بالادارة الذاتية، وطبعاً هي من أهم الانجازات الكردية في سوريا على مر التاريخ، امام كل هذه المعادات من الاتراك والمعارضة المسلحة ( المجموعات المرتزقة التي تستخدمها تركيا لمحاربة الكرد في سوريا ).  
إن استراتيجية قوات سورية الديمقراطية في تحركاتها الحربية أو علاقاتها مع المجتمع، وحجم القبول الشعبي لهذه القوات، جعلت القوى الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية تتجذب لها أكثر، لا سيما وإن عامودها الفقري وحدات حماية الشعب الكردية نجحت في جذب القوى الكبرى لدعمها في محاربة الإرهاب، بعكس المجموعات المعارضة المسلحة التي ظهرت توجهه المتطرف وتحويلها إلى مرتزقة بيد الاستخبارات التركية. 
وما هو واضح إن قوات التحالف دولي لحاربة الإرهاب باقية في شمال وشرق سوريا على المدى البعيد، وإن الضغوطات التركية لن تثنيها عن البقاء، وسيدفع الظروف الإقليمية بتركيا في نهاية المطاف إلى طلب الحوار مع الإدارة الذاتية، وربما بفتح علاقات غير مباشرة مع الادارة الذاتية، وبذلك سوف تزول الخطر التركي على القضية الكردية في سوريا بضغط من جميع الدول المعنية ..
وهذا يدلنا على إن الازمة السورية سوف تنتهي ولم يتبقى إلا القليل من الوقت، وما يحصل الآن هو عملية توزيع الحصص بين هذه القوى، ولن تكون تركيا شريكة في الحصول على أي جزء من الكعكة السورية، ودون الإعتراف بالقضية الكردية في سوريا لن تجد حلول للوضع السوري، لهذا لإإن ملف القضية الكردية أصبحت على طاولة المفاوضات والنقاشات بين جميع القوى الدولية. وبذلك ندرك تماماً إن الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا أستطاعت أن تحافظ على وجودها وتلعب في الوضع السوري مع الكبار ولتصبح الأمة الديمقراطية حقيقة دولية. 

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!