كذبة تسليم الأمريكيين صواريخ للمجموعات المعارضة السورية

آدمن الموقع
0


هيئة تحرير الموقع الجيوستراتيجي للدراسات 

نشرت الوكالات الخبرية والقنوات الأخبارية للمجموعات المعارضة السورية خبراً مفاده: إن الولايات المتحدة الأمريكية سلمت المجموعات المسلحة اسلحة نوعية ومنها صواريخ حرارية من شأنها تقلب الموازين القوة في إدلب.

نقطة نظام

كذبة تسليم الأمريكيين صواريخ للمعارضة إنما الغرض منه هو إعادة الثقة بالإئتلاف والمعارضة، وعلى أساس إن الإئتلاف نجح في خلق هذه الظروف. ولكن الواقع الجيوسياسي والعسكري خلال السنوات الثمانية للثورة السورية تؤكد لنا عدم إقدام الأمريكيين إلى هذه الخطوة مجدداً بعد التجربة السابقة التي أنتهت بتسليم المجموعات المسلحية التي سلحتها أمريكا ودربتها وفي أول المواجهات مع جبهة النصرة والداعش سلمت هذه المجموعات سلاحها لهذه المجموعات وانضمت لها، بالاضافة إلى ذلك إن تحويل معظم المجموعات المسلحة للمعارضة إلى جماعات متطرفة على يد الاستخبارات التركية وبأموال قطرية. 
هذه الحقائق  المنطقية تؤكد إن مسألة تسليم السلاح للمعارضة مجدداً غير ممكن في هذه المرحلة، لا سيما وإن المعارضة في أضعف حالاتها وكذلك سيطر عليها جماعة الجبهة الشامية التي تقودها جبهة النصرة التابعة لمنظمة القاعدة التي هي العدو الأول للولايات المتحدة الأمريكية.   
بالإضافة إلى ذلك فإن بث مثل هذه الأخبار التي يتم كتابة سيناريوهاتها في غرف الاستخبارات التركية وتثيرها وتنشرها المجمعات المعارضة السورية على إعلامها، لها أهداف للضغط على الروس من طرف وبنفس الوقت التغطية على التراجع التركي إلى الحضن الأمريكي شيء فشيء.
ويفهم من ذلك أيضاص إن مسألة إقدام تركيا لأي فعل عسكرية ضد الادارة الذاتية الديمقراطية مسألة غير ممكن في ظل إعادة الأتراك تقييم علاقاتهم مع الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولة إعادتها جزئياً، لأن اللعب مع الروس ضد الأمريكيين سينعكس على النظام التركي، فالانتخابات الاخيرة والضغوطات الاقتصادية على حزب العدالة والتنمية خيمت بظلالها على الظروف الداخلية التركية وأصبحت حكومة أردوغان ونظامه على المحك. 

المسألة تتمحور في 4 أستراتيجيات مهمة:

1- الابقاء الوضع على ما هو عليه، ومخاض أدلب تعني كلما تقربت تركيا من أمريكا ووافقت على شروطها كلما مكنت وضعها هناك، والاتراك صنعوا إقليم تركماني ونجحوا في ذلك بعد إخراج الكورد والعرب من غرب الفرات.
2- سوريا مقسمة وهذا هو الإسرائيلي، والنظام السوري مجرد كركوز بيد الاستخبارات الروسية والروس يتحركون وفق المصالح الاسرائيلية في سوريا.
3- لا تستطيع تركيا التقدم متر واحد إلى المنطقة الوسطى والشرقية من غربي كوردستان وشمال سوريا " منبج - رقة - دير الزور "، والأمريكيين والغرب بقصد مواجهة التمدد الروسي لن يسمحوا للنظام بالعودة إلى كامل الشمال السوري.
4- الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إلى الكرد، من باب خلق التوزان وتهديد دائم للأتراك والإيرانيين، وبنفس الوقت لا يتم تحديد جغرافية جيوسياسية جديدة في الشرق الأوسط دون العودة إلى الكرد والإتفاق والتنسيق معهم. لأن جميع التغييرات في الشرق الأوسط سوف تنصب لصالح القضية الكردية مهما كانت.

22.05.2019

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!