فريق تحرير الجيوستراتيجي للدراسات
بعد تفشي فيروس "كورونا" داخل إيران وإحتمالية تنقلها بسرعة فائقة إلى دول الجوار، لا سيما العراق، ومن ثم إلى محافظاتها وإقليم كردستان، وهو ما يشكل خطورة واضحة على إقليمي " كردستان العراق" وبالتالي على منطقة " الإدارة الذاتية في روجآفا/ شمال وشرق سوريا " بسبب التنقلات البشرية اليومية، وفي ظل وجود طرق تنقل الناس الغير منضبطة على الحدود، أي خارج البوابات الرسمية بين الإقليمين، وبذلك لن تجدي الإجراءات التي سوف تطبقها وزارتي الصحة في الإقليمين نفعاً أمام وجود شبكات تهريب البشرية بين الإقليمين، وهو ما سوف يساعد على نقل المرض بشكل سريع إلى روجآفا، بحكم إن العراق بشكل عام وإقليم كردستان بشكل خاص معرضتان لتفشي المرض خلال الاسابيع القادمة.
إن الإجراءات التي تتخذها المؤسسات المعنية داخل الإدارة الذاتية لن تكون كافية ومجدية أمام طرق التهريب البشرية، وهو ما يتطلب من الجهات المختصة داخل الإدارة ضبط الحدود فوراً، ومنع التنقلات البشرية عبر طرق التهريب، كإجراء عاجل حتى لا يتنقل المرض في المراحل القادمة إلى منطقة الإدارة الذاتية. على أن تكون هذه منسقة بين الجهات المختصة في الإدارتين" حكومة إقليم كردستان والادارة الذاتية".
ومن الواضح إن كارثة فيروس كورونا كبيرة جداً، وتنقلها بشكل سريع بين الدول هزة قشعريرة المجتمع الدولي بعد وصولها إلى عمق أوروبا، والولايات المتحدة الأمريكية والشرق الأوسط، وقد تركز بأنتشارها في المراحل القادمة عمق الشرق الأوسط ككل، سواءً من إيران أو قد تنتشر في تركيا أيضاً، وهذا يتطلب جهداً مضنياً لمقاومته، ويحتاج إلى أدوات وتكنولوجية التي تكشف المرض مبكراً وبنفس الوقت قد يكون بالنسبة للدول العالم الثالث كارثة إنسانية تزهق أرواح آلاف الناس في ظل عدم وجود الأدوية والطاقم الطبي اللازم، وفقدان الظروف البيئية المناسبة لتقوية المناعة، وسوف تكون وطأتها على سوريا خطيرة للغاية لما تعانيه من تلوث بيئي الناجم عن كثرة أستخدام الاسلحة الفتاكة، إلى جانب الحدود السورية المفتوحة على دول الجوار وهذا يساعد بطبيعة الحال على سرعة تنقل الفيروس. ولعل عدم توفر المستلزمات الطبية والغذائية المناسبة سوف تكون بمثابة كارثة تجتاح البلاد، بمعنى سوف يشكل التنقل الإيراني - التركي في سوريا بمثابة آلية لنقل الفيرس بسرعة كبيرة. لهذا فإن التحضير لهذه الكارثة بالنسبة لإقليم الإدارة الذاتية يجب ان يبدأ بضبط الحدود مع إقليم كردستان والعراق ومناطق النظام وكذلك مناطق التي تحتلها تركيا في الشمال السوري، ومنع دخول الغرباء إلى مناطق الإدارة، ووقف الرحلات الغير ضرورية بين مناطق الإدارة وخارجها، وإغلاق الطرق التهريب التي يستخدمها المهربين في نقل الناس بين هذه المناطق.
ويجدر الإشارة هنا أيضاً إلى خطورة تنقل الجنود الاتراك والروس والأمريكيين، ونقلهم للفيروس إلى داخل سوريا، وجنود التحالف الدولي في مناطق شرق الفرات سيكونون أيضاً مكان الشبهة وعرضة لنقل الفيروس، بسبب تنقلهم اليوم بين سوريا والعراق، لأن العراق ستكون المكان المحتمل والمرشح الأول لتفشي الفيروس في المرحلة القريبة القادمة.
تنويه: يمنع نقل أو نسخ أو نشر المادة دون ذكر المصدر الرسمي ( الموقع الجيوستراتيجي للدراسات )