مأساة نازحي رأس العين/ سري كانيه تستمر لسنة جديدة على امل العودة إلى منازلهم المحتلة

آدمن الموقع
0
تحقيق خاص/ أكرم حمو - مراسل شبكة الجيوستراتيجي للدراسات
في التاسع من أكتوبر عام 2019، قامت تركيا وبمشاركة "مرتزقة الجيش الوطني السوري " الذي يعتبر الجناح العسكري لـ الائتلاف السوري المعارض مدينة سري كانيه/ رأس العين الواقعة شمال غرب الحسكة على الحدود مع تركيا، , وتسبب الغزو التركي الذي سبقه قصف بالطائرات الحربية والمدفعية الثقيلة على المدنية بنزوح الأهالي من مدينتهم، وفقد الأبرياء حياتهم.
وتحولت تلك المدينة الكردية من جنة صغيرة، ينعم أهلها بالأمان والاستقرار، إلى مدينة لا تعرف سوى القتل والدمار، تنبعث من ازقتها رائحة الموت والخراب من كل جانب، وسكانها مشردين بين المناطق داخل مخيمات قد أقامتها الإدارة الذاتية الديمقراطية في مدينة قامشلو والحسكة، بالإضافة إلى إقامة العديد من العائلات في المدارس، التي تحولت إلى مأوى لهم , بالاضافة إلى توزع نازحي سري كانية بين المدن والبلدات والقرى بريف الحسكة , ومن بين تلك المناطق التي نزح اليها سكان سري كانية مدينة درباسية الواقعة على الحدود السورية شمال الحسكة بـ80 كلم.
ونزح 800 عائلة من سكان سري كانية يضم 4077 شخصا الى مدينة الدرباسية , وذلك وفقاً للارقام الرسمية التي حصلنا عليها من الجهات الرسمية في الادارة الذاتية.
وتعيش هذه العوائل في اطراف مدينة الدرباسية والبعض منهم في القرى , حيث استأجر اغلبهم منازل يعيشون فيها او من لديهم اقارب يسكن مع اقاربه ويتقاسمون مرارة النزوح وبعيداً عن مدينتهم "سري كانية".
واجرى مراسل شبكتنا "الجيواستراتيجي للدراسات" لقاء مع عدد من نازحي سري كانية , الجميع يعيش في امل العودة القريبة الى مدينتهم , ويعيشون مأسي كبيرة بعد خسارتهم لكل ما يملكون في المدينة , والاكثر من ذلك هو توطين تركيا ومرتزقتها عوائل الارهابيين في منازلهم ,هذا ما يزيد مأساتهم ومعاناتهم.
يقوم مجلس الشعب في مدينة الدرباسية بمتابعة اوضاع النازحين وتقديم التسهيلات لهم في مجال العمل , بالاضافة إلى انها تقدم وبحسب امكاناتها المحلية المعونات بشكل دوري للعوائل التي لا تستطيع تدبير امورها اليومية , فيما تتقاعس المنظمات الدولية عن تقديم اي مساعدات للنازحين من سري كانية حتى اللحظة.
وعلى الرغم من حديث المنظمات الدولية عن هذه الجرائم وكان آخرها تقرير “لجنة تقصي الحقائق” التابعة للأمم المتحدة الخاصة بسوريا، والتي أشارت بشكل مباشر إلى مسؤولية دولة الاحتلال التركي عن كافة الجرائم التي ترتكب من قبل مجموعاتها المرتزقة، إلا أنه لم يكن هناك تحرك فعلي على أرض الواقع لاعادة السكان الاصليين الى منازلهم.
ورغم هذه الانتهاكات المستمرة والتي تحدث أمام أعين المجتمع الدولي، إلا أن أهالي “سري كانيه” لا يزالوا مُهجّرين، ويبقى الأمل يدغدغ قلوبهم المتكسرة، في أن يأتي يوم ما ويفيق الضمير الانساني لدى المجتمع الدولي، ويبدي الانسانية على مصالحهم الضيقة، ويعيدون الحق لأصحابه.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!