من يقف وراء حرق مكاتب المجلس الوطني الكردي ؟!

آدمن الموقع 4:05:00 ص 8:30:54 ص
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

شاهدت عبر الوسائل الإعلامية تعرض مكاتب بعض أحزاب المجلس الوطني الكردي في عامودا والحسكة وكوباني، إلى الحرق والاعتداء في غياهب الليل، ودون وجود شهود على الحادث، وقرأت بيان المجلس يتهم فيه عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د، بتنفيذ هذه الاعتداءات.
حقيقة إن المجلس الوطني منقسم بين تيارين، أحدهما يتبع كلياً للإئتلاف ويتعامل مع النظام التركي بشكل علني وعميق، ويظهر ذلك جلياً من خلال التصريحات الرسمية لهؤلاء، بينما الآخر يتمسك بالحوارات الكردية - الكردية بالرغم من خلافاتهم مع الادارة الاذتية، ويمكن ملاحظة هذه الحقيقة من خلال موقف المجلس المنقسم بين تسمية الاحتلال التركي لعفرين وسري كانية وتل ابيض، بينما التيار المقرب جداً من تركيا حتى اللحظة يتهرب من ذلك. 
فائدة حرق المقرات ومن المستفيد منها: التيار الذي يعادي الادارة الذاتية وكان ولا يزال يطلق تصريحات ضد الادارة وأي اتفاق معها، بهذه العملية سوف يجني مكسبين، أحدهما مالي، من الراعي التركي والإئتلاف. والثاني معنوي، ضد الطرف المقتنع بضرورة الاتفاق مع الادارة الذاتية. بمعنى يضعف موقف طرف المجلس القريب من الاتفاق مع الادارة الذاتية.
وبنفس السياق لدي قناعة تامة إن الاستخبارات التركية استطاعت تجنيد البعض من هؤلاء للقيام بأفعال واعمال من شأنها الضرر بأية وحدة كردية. وهنا يأتي دور رابطة المستقلين (..) التي بدورها جندت العشرات من الكرد في مناطق الادارة الذاتية إلى جانب تجنيد الإئتلاف لعشرات الشخصيات العربية في منطقة الادارة الذاتية. 
هدف هذه المجموعات: 
زعزعة الأمن والاستقرار بالمنطقة، محاولة خلق فتنة كردية - عربية من خلال العزف على الوتر العرقي، وإن هذه الادارة كردية، ويتحكم بها حزب العمال القادم من خارج الحدود، وإن العرب مهمشون فيها. وطبعاً للنظام يد في اثارة هذه القلاقل إلى جانب خلاية الإئتلاف والنظام التركي.
بينما المجموعة الكردية مهمتها خلق فتنة كردية - كردية، وتنفيذ الاغتيالات، وإبعاد الاطراف الكردية عن أي اتفاق، أخذين بالحسبان التوقيت والمكان، لا سيما بالتزامن مع الاشكاليات التي تحصل في إقليم كردستان بين حزب الديمقراطي الكردستاني وحزب العمال الكردستاني، حيث الاجواء مهيئة تماماً في نقل المشاكل إلى روجآفا، وتعميق الخلافات فيها، وهو ما يساعد جميع الاطراف الطامحة إلى إسقاط تجربة الادارة الذاتية. والجهة المستفيدة من حرق هذه المكاتب هي الاستخبارات التركية والنظام السوري، والمتعاملين معهما في المنطقة، لا سيما وإنه لا يوجد شهود أو دلائل ملموسة على جهة التنفيذ. 
ولعلَّ ما صدر من تصريحات نارية على لسان بعض شخصيات التيار المقرب من النظام التركي حول الحادثة، توحي بتحضير مسبق  للعملية والتصريحات، وهو ما يشير إلى ضلوع المجموعة بشكل أو آخر في هذه الفتنة، إلى جانب الطرف الثالث " رابطة المستقلين الكرد " المشكلة من قبل الاستخبارات التركية كبديل للمجلس الوطني الكردي، ومعادي لحزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د.
أياً كان المسبب والمنفذـ فإن الحوارات الكردية - الكردية يجب ان تستمر، ومثل هذه العمليات التخريبية يجب أن لا تؤثر في مجريات هذه التفاهمات التي وصلت إلى مستويات مهمة، وعلى العقلاء التنبيه لمثل هذه الحوادث، والبحث عن المستفيد منها، لأن جميع المؤشرات تتجه نحو مستفيد واحد، من يعادي الاتفاق الكردي - الكردي، ومن يحاول إحتلال المنطقة، ومن يثير الفتنة والقلائقل لزعزعة أمن وأستقرار منطقة الادارة الذاتية.. اذا بحثتم عن المسببات ستصلون إلى المنفذ.

هيئة التحرير

شارك المقال لتنفع به غيرك

آدمن الموقع

الكاتب آدمن الموقع

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات

3113545162143489144
https://www.geo-strategic.com/