فن السحر السياسي (النموذج الثوري السوري)

بقلم: إسماعيل سليمان

خاص: لشبكة الجيوستراتيجي للدراسات

لعل اغلبكم يعلم جيدا ما تعنيه كلمة السياسة اصطلاحًا تعني : رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وتعرف إجرائيًا حسب هارولد لاسويل بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا (المصادر المحدودة) متى وكيف. أي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة (ديفيد إيستون). وعرفها الشيوعيون بأنها دراسة العلاقات بين الطبقات، وعرف الواقعيون السياسة بأنها فن الممكن أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيًا وليس الخطأ الشائع، وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة

وطبعاً السياسة لها فنون متعددة و لعل من اخطرها فن المكر السياسي و فن السحر السياسي. و قصة السحر بدأت من ما قبل التاريخ زمن اخنوخ /إدريس النبي/ و زمن هاروت و ماروت و سليمان الحكيم.

فبأساليب السحر و طرائقه تستطيع ابهام الآخر بأمرٍ لا حقيقة له و لا وجود و بإمكانك ان تُغير ماهية بعض المواد و طبائعها، حيث كان يعتقد و لفترة قريبة حوالي ٣ الف عام ان الكيمياء من السحر.

دور الساسة و الحكام في الاعتماد على السحر : اعتمد العديد من الملوك و الحكام عليه فتقول المصادر ان هاروت و ماروت كانا ملكين و لهما رعية و حدود لا يُستهان بها، كما أن الفراعنة اعتمدوا عليه كثيرا لدرجة انهم اوهموا رعيتهم انهم آلهة باجساد بشر و ان طاعتها من طاعة الإله. وحديثاً كشف الإعلام عن استخدام العديد من الحكام و الملوك في العالم للسحر ليستمروا في حكم شعوبهم بالتزامن مع حجم الاضطهاد الكبير لشعوبها و أفراد ممالكها و عموم راعيتها.

فن السحر السياسي في الواقع السوري :

في الحقيقة هناك حالات متعددة نشأت في الواقع السوري و ما زالت و لا نجد تفسيراً لها و لعل علم السحر السياسي يستطيع أن يوضح لنا بعضاً مما أُخفي عنا فعلى سبيل المثال لا الحصر :

1_اختفاء اكثر من تشكيل عسكري لقوات النظام في الرقة و دير الزور و من ثم ظهور ما يُسمى بتنظيم الدولة الإرهابية في العراق و الشام.

2_ضياع بوصلة الثورة السورية و طرح العديد من رجال سوريا العلمانيين اطروحات لجماعة الاخوان المسلمين.

3_انشغال المسحوريين من الشعب السوري عن مجابهة الدكتاتور و سحرته و تفرغهم لبعضهم البعض، الأمر اللذي اكسب النظام قوة و عمراً مديداً و حال لإدارة صراعات مناطقية و طائفية عبثية... طبعا تحت تأثير السحر السياسي اللذي حول السياسيين المضطهدين من قبل النظام لسياسيين منشغلين بعضهم البعض و ما عفرين و اعزاز و ادلب الا صورة عن ما عنيناه. 

4_ ليس فقط تحويل قوى الثورة لهدم بعضها بل و تصديرها لليبيا و أذربيجان و شيطنة طبقة الشعب المقهورة فيما بينها 

يُتبع......