معانات نازحي عفرين في الشهباء وحلب

komari
0
خاص/ فريق الجيوستراتيجي للدراسات
يستمر النظام الدكتاتوري من خلال فرقته الرابعة حصاراً شديداً على المخيمات التي تأوي الكرد المهجرين من عفرين في مناطق الشهباء والأحياء الكردية بمدينة حلب، وتمارس هذه الفرقة البلطجة والتهديدات والأبتزاز للضغط على المدنيين والحصول على مكاسب من الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا/ روجافا.
هذا وإن المدنيين الكرد يعانون ظروف معيشية صعبة وحاجتهم إلى التدفئة وإيصال الوقود إلى المنطقة، إلى جانب مادة القمح للمطاحن وغيرها من المواد الحياتية الضرورية التي لا تصل إلى المخيمات إلا بكميات قليلة جداً، وذلك بسبب ما تفرضه الفرقة الرابعة للنظام على المنطقة.
وتقع منطقتي الشهباء والاحياء الكردية في شيخ مقصود بحلب تحت سيطرة الإدارة الذاتية التي يقودها المقاتلين الكرد بالشراكة مع القبائل العربية والمكونات الأخرى، ويقطن فيهما مئات الالاف من مهجري عفرين، ويحاول النظام السوري من خلال ممارسة هذه الأعمال الحصول على حصص من النفط والغاز والقمح الذي يسيطر عليه قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن وجود مربعات أمنية للنظام السوري بمناطق الإدارة الذاتية في نقطتي الحسكة والقامشلي، كان دافعاً لقوات الإدارة الذاتية في إبداء رد فعل وممارسة الحصار عليها خلال الفترات الماضية بعد المضايقات التي تنفذها الفرقة الرابعة في حلب وحول منطقة الشهباء.

الرابح من المعانات

قد تفيد تركيا كثيراً تفريغ مناطق الشهباء من المهجرين الكرد حتى لا تبقى هناك أية محاولات لعودة هؤلاء المدنيين الكرد إلى عفرين بعد الإستمرار بتثبيت عملية التغيير الديمغرافي التي أجرتها وبموجبها أفرغت أكثر من ٣٦٦ قرية و ٧ نواحي ومدينة عفرين من سكانها الكرد، وإستيطان ما يقارب نصف مليون من العرب والمجموعات العسكرية التابعة للجيش الإحتلال التركي فيها إلى جانب وضع زمام الأمور بيد مسلحي تركمان تم تجميعهم من المناطق السورية الأخرى بإتفاق مسبق بين النظامين التركي والإيراني. بالإضافة إلى الإحتلال التركي فإن النظام السوري يجد في المربعات الكردية في حلب والشهباء يساعد في ممارسة الضغوطات على الإدارة الذاتية والحصول على مكاسب.
ومما لا شك فيه إن حجم الإتفاقيات المبرمة بين المخابرات التركية والنظام السوري في إدارة هذه العملية لفائدة الطرفين.

المقاومة مستمرة ولكن إلى متى؟

قد يكون ما يبديه المهجرين قسراً في مناطق الشهباء من مقاومة والتمسك بالبقاء سبيلاً لإنتظار عودتهم إلى قراهم وبلداتهم في عفرين، إلا أن الظروف الدولية وإطالة أمد البقاء وعدم وجود حلول في الأفق إلى جانب المعاناة التي يواجهونها يومياً، سبباً حقيقياً في قطع الأمل أو على الأقل إتخاذ سبيل الهجرة نحو خارج المنطقة، وقد يكون هذا هو السبب الرئيسي في تقليص عدد المتواجدين داخل المخيمات المدنية في الشهباء وتوجههم نحو الخارج. مما يتطلب حلولاً جذرية وليست مؤقتة، وهذا ما يتطلبه الظروف من الإدارة الذاتية في القيام بمزيد من الجهود في إعمار وتطوير إقتصادي وبناء مشاريع صغيرة وتوفير ما يستلزم من إمكانيات مالية لتوفير الدعم اللازم، ومنع الفساد والمفسدين والتجار في التلاعب بالأسعار وغيرها. ودون إجراء تطوير حقيقي في مناطق الشهباء وشيخ مقصود لن تساعد الظروف ما تبقى من المدنيين في التشبث بالبقاء، لأن المعانات تكبر بإستمرار لا سيما في ظل إطالة أمد الأزمة.

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!