خاص/ هيئة تحرير الجيوستراتيجي للدراسات
الولايات المتحدة الأمريكية والتحالف الدولي مجبرين في المحصلة على دعم مواقعها العسكرية في منطقة الإدارة الذاتية الكردية في سوريا وكذلك في إقليم كردستان العراق، بالعتاد الحديث والخبراء والمراقبين. والمتوقع زيادة عدد الجنود خلال المرحلة القادمة، إلى جانب أجهزة مراقبة حديثة ومضادات فاعلة. والسبب يعود إلى زيادة التوترات في عموم الشرق الأوسط لا سيما ما تشهده إسرائيل والمواجهات مع حركة حماس في قطاع غزة.
دون هذه الخطوات الفعلية قد تتعرض المصالح الأمريكية معرضة إلى خطر حققي خلال الشهور القادمة وفق المعطيات الجيوسياسية وحالة التوتر المستمرة، وقد ينجم عن ردات فعل وعمليات إرهابية ضد القواعد الأمريكية إذا ما عززتها وحصنتها بعلاقات قوية مع القوى المحلية السورية العراقي الكردية. في ظل القرار الإسرائيلي الواضح بالقضاء على القوة النارية لحركة حماس.
إحتمالية إتخذا القرار في القضاء على القوة النارية لحركة حماس
يوضح المشهد إمكانية تقارب وجهات النظر بين الإسرائيليين والدول العربية الرئيسية في مسألة إبعاد حركة حماس عن المشهد الفلسطيني الداخلي، لاسيما القوة النارية التي تملكها الحركة وتهدد بها العمق الإسرائيلي، في ظل علاقاتها العسكرية مع خصوم إسرائيل والقوى الغربية في الشرق الأوسط، إلا أن التخلي الإيراني عن الحركة وكذلك عدم تهيئة الثقة المطلوبة مع الدول العربية والاخطاء الكبيرة التي أرتكبتها حماس في تنفيذها المشاريع الإيرانية والتركية ساهم بشكل مباشر على التراجع الكبير للشارع العربي في دعمها، وإن الهبات الشعبية التي شهدتها الدول العربية إنما بدافع التأثير بالقضية الفلسطينية والرابط العربي وليس أيماناً أو دفعاً عن حركة حماس التي يعتبرها الكثير من الدول والشرائح العربية بأنها متطرفة.
الإسرائيليين وداعميهم من الحكومات العربية قد يتخذون القرار النهائي في إبعاد حماس ومثيلاتها عن المشهد الفلسطيني، وتسليم قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية التي تدار في الضفة الغربية، ومن المحتمل تشهد المنطقة تدخلاً للجيش المصري والأردني للمساعدة على تطمين الشعب الفلسطيني والبدأ بتكريس السلم الأهلي من بوابة بناء المؤسسات وحكومة محلية جديدة، لا سيما بعد التوسع الإسرائيلي داخل قطاع غزة والمزاج العسكري واضح يتجه نحو إنهاء الدور الأعظمي لحماس.
المخرج يخطط لسيناريو قادم ولكن!!
بالنسبة للحركة فإن قادتها السياسيين يستثمرون فيها من خلال العلاقات العميقة مع إيران وتركيا، كما إن قطر ترعى العلاقات بين إسرائيل وحماس كدور وسيط كما تبين خلال الأيام الماضية والتأثير القطر الكبير على حماس وكذلك العلاقات العميقة مع إسرائيل، بالرغم من الخطابات والإعلام القطر يخفي هذه العلاقة مع القيادة الإسرائيلية إلا أن الوقائع في حالة الهدنة التي تمت تبين الوساطة القطرية وعلاقاتها مع إسرائيل.
والرعاية نفسها تدار من أنقرة التي لها أسهم داخل القيادة الحمساوية، ولعلَّ الحركة تحظى بتيارات تتبع كلاً منها لدولة ( تركيا - قطر - إيران )، كما إن عملية حماس كشفت إنها ذراع حقيقي للهيمة الإيرانية، مقابل تقديم خدمات غير مباشر للتيارات اليمينية الإسرائيلية.
والإحتملات المتوقعة هو بناء تقارب بين اليمين الإسرائيلي واليمين الفلسطيني برعاية قطرية وحضور تركي؟.
أو لربما تخفيف حدة الخطابات التي يطلقها حركة حماس، وإظهار الضعف لإقناع الشارع الإسرائيلي الذي يضغط ويطالب الحكومة والجيش الإسرائيلي بإنجاز حقيقي على الأرض بعد كل هذه التوترات والمواجهات.
إذاً التقلبات والتباعدات والتقاربات المتوقعة قد تظهر بشكل أكثر خلال الأسابيع القادمة، إلا أن حكومة نتنياهو لن تخرج من هذه الحرب دون إنجاز مكسب فعلي، لآن المحاسبة سوف تكون عصيرة من قبل المعارضة الأسرائيلية وكذلك مؤسسات الدولية، مقابل الأسطوانة المكررة لحماس ومثيلاتها وجبهة الممانعة في الشرق الأوسط بقيادة إيرانية إلى جانب الأستمثار التركي في الإسلام السياسي، الجميع سوف يركز على الانتصارات الوهمية لخداع الشارع العربي والإسلامي.