بقلم: يوسف الخالدي
هي الأزمة بكل ما تعنيه الكلمة من معان ودلالات. أزمة النظام العالمي والأقليمي (الأطراف) وأزمة أنطمة الدول القوموية وأزمة البديل المقترح بعد إنهيار ما كان مطروحاً من بدائل ( مابعد الحداثة والعولمة وخروج الأطراف من حالة الإنحطاط والتخلف الشامل .
الفكر الفلسفي والسياسي والسوسيولوجي يعاني من أزمة هوالآخر وما يتم طرحه على الساحة خلال عقود أغلبه حبيس المؤسسات الأكاديمية وجلها تابعة للنظام العالمي الذي لا يسمح للمفكرين الذين باتوا كالطبقة العاملة مجرد موظفين لدى الدولة بالخروج عما هو مرسوم لتلك الأكاديميات ، ومن خالف كانت العاقبة هي التشرد ، فالمسموح هو إنتقاد النظام والممنوع هو الحديث عن البديل ، أما من إستطاع النفاذ بفكره خارج حدود تلك.
الأكاديميات فليس هناك من سبيل سوى المجتمع والمجتمعات غارقة في همومها وتعاني اليوم في هذا الكوكب من إتساع الأزمة وتعمقها بعد أن فقدت الثقة بقدوم المخلص إذ لا زالت الإيديولوجيا هي المتحكم في الفكر والمصائر ، ولا زالت الميثولوجيا هي التي تسيطر على المشاعر والعقول
مجتمعات هذا العصر تمر بمرحلةيخيل لنا بأنها خطيرة وقد كانت هناك مراحل بدت في عصرها بالغة في خطورتها لكنها لم تكن نهاية للعالم آنذاك في كل مرحلة ولن تكون كذلك اليوم ولا غداً .
لا أحد يستطيع قراءة المشهد بوضوح ولا توقع ما هو حاصل غداً فالجميع أصبح في حرب مع الجميع . وكل الدروب تؤدي في النتيجة إلى الهاوية
لم تنتصر الإشتراكية ولا إنهارت الرأسمالية ، ولا إنتصرت الليبرالية على خصومها . فالتحولات الكبرى في التاريخ تتم على فترات وأزمنة طويلة والبشرية ملزمة بالسير وفق هذا المنطق الذي يخضع إلى قوانين لا زالت القوى المتحكمة بمجتمعاتها ترفض الأعتراف بوجود هذه القوانين .
يبدو أن العالم مقبل على مرحلة من الفوضى يتخللها بعض من النظام والشرق الأوسط إحدى البؤر التي عاشت تلك الفوضى وستعيشها المنطقة لعقد آخر أو عقدين من الزمن حتى يتم الإتفاق على البديل المقترح للنظام العالمي المترهل الذي بدأت ملامح ترنحه وعلامات فقدانه للتوازن تظهر ليصبح الظاهر هو الباطن والباطن هو الظاهر وأخطر تلك العلامات هي تراجع العولمة ومفاهيمها لصالح مناوئيها مما سيؤدي إلى إشتداد الأزمة وتعمق الصراع بين القوى المهيمنة والراغبة في إقتسامها وظهور تحالفات بين الأنظمة الإستبدادية في الشرق الأوسط من جهة والقوى المؤيدة للعولمة من ديمقراطيين وليبراليين وهي مرحلةيسميها بعض علماء الإجتماع بالفترة القصيرة وما يميز هذه الفترات ( القصيرة) هي سرعة التغيرات والتبدلات التي تأتي كنتيجة للتراكمات التي أفرزتها مرحلة الفترة الزمنية الطويلة وكعلم إجتماع لا يمكن تحديد طبيعة وأشكال الدول والأنظمة التي ستتشكل على خلفية هذا الصراع بدقة وتفصيل .