سيناريو التخلص من لونا الشبل وسياسة الحلقة الضيقة التي تلتهم المخاطر

komari
0
إعداد: فريق الجيوستراتيجي للدراسات
طبيعة تعامل الحلقة الضيقة لرأس النظام مع الأدوات التي يستخدمها في تلميع صورته وكيفية التخلص منها، إلا أن حجم الصراعات القائمة داخل هذه الحلقة وطريقة إنهاء كل من يخرج عنها بسيناريوهات مشابهة وتغطية إعلامية متقنة، تكشف مدى ذهنية هذا النظام وعملية الإستهتار بمن يلتفون في فلكه وفق قاعدة الفائدة والمصلحة المؤقتة، إستخدام النظام لهذه الأدوات مع إعطاءها هامش للشهرة وجمع الأموال. فيما يبقى المشغل يجدد وجوده أدواته على الإعلام في الوقت الذي تلقى تلك الأدوات حتفها حين إنتهاء دورها في خدمة النظام. 
لونا الشبل، أو كما يقال عنها " جميلة القصر الجمهوري " كغيرها من الأدوات التي أستخدمها النظام وحينما أنتهى دورها فبركت لها سيناريو حادث سير أو إنفجار يتبناها مجموعة معادية للنظام كما هو الحال في أحداث عديدة سابقة، وبإعتبار هذه الشخوصات جزء من آلة النظام فإن السؤال عن التصفيات لا تأخذ حيزاً كبيراً لدى القوى المتداخلة في سوريا، لا سيما وإن مواقف أدوات النظام تكون عادة أكثر حدية من رأس النظام نفسه، وإنهاء دورهم لا يؤثر في المواقف الدولة والداخلية إتجاه النظام، وإنما ينصف على إن النظام فقد أداة جديدة.
ولعلّ لونا الشبل من الأدوات اللاذعة في الإعلام، ولها جولات وصولات كثيرة وجهت من خلالها خطاب معادي لمن خرج عن طور النظام وسلطته في المناطق المترامية في الشمال والشمال الشرقي والجنوب، إلى جانب تصدرها لمواقف حادة إتجاه مسائل حساسة تتعلق بالقضايا الإستراتيجية في الأزمة السورية، سواءً المتعلقة بالقوى السياسية المختلفة مع النظام أو التي خرجت عن سيطر قوات النظام خلال الأزمة السورية والتي يلقى على لونا كأحدى أهم واجهات رأس النظام في خوض معارك إعلامية شرسة ضد المعارضين وإتهامهم بالخيانة والعمالة للخارج.
لا نعرف بالضبط حجم ما تشكله الشبل وحلقتها الضيقة من تهديد وخطر على النظام، إلا أن التقارير العديدة تفيد بتطورات شهدتها عائلة لونا بعد إعتقال زوجها عمار ساعاتي العضو السابق في قيادة حزب البعث، أثناء محاولته السفر من مطار دمشق إلى مدينة سوتشي الروسية قبل أسبوع من وقوع الحادثة، إلى جانب شقيق لونا الذي تم إعتقاله بنفس التوقيت. مما يزيد الشك والشبهات حول سيناريو معد سلفاً لإنهاء دور لونا ودائرتها، وقد يكون بسبب مشاكل الدائرة الضيقة للنظام مع زوجها، إلى جانب ضلوعها بتحركات زوجها، فيما تحدثت بعض التقارير حول ضلوع الشبل وحلقته العائلية في التعامل مع إسرائيل وتزويدهم بالمعلومات التي تفيد بالقصف الإسرائيلي على المواقع الإيرانية (لم يتنسى لنا التأكد من هذه المعلومات). ليصبح المشهد بعده مكتملاً بين إعتقال الزوج ومن ثم إعتقال شقيفها، وصولاً إلى تصفية لونا شبل عبر حادث إصطدام سيارة غير معروفة بسيارته وسط العاصمة دمشق.
يذكر أن لونا الشبل إعلامية سورية ولدت في السويداء عام 1975، وحاصلة على ماجستير في الصحافة والإعلام وقد عملت في بداياتها في التلفزيون السوري ثم في قناة الجزيرة حتى 2010. لاحقاً ظهرت الشبل كعضو في الوفد الممثل للحكومة السورية في مؤتمر جنيف 2 في يناير 2014.
وفي نوفمبر 2020 أصدر الرئيس النظام السوري بشار الأسد قراراً بتعيينها مستشارة خاصة في رئاسة الجمهورية. وقد شملتها العقوبات الأمريكية المفروضة على مجموعة من السياسيين والضباط النظام السوري.
أشتهرت الشبل بإنتهاجها خطاب معادي للمناطق الخارجة عن سلطة النظام، وإدارتها الحرب الإعلامية من خلال توجيه الإتهامات والتهديدات كما هو واضح في منشوراتها على صفحات الوسائل الإجتماعية.

إستراتيجية التخلص من التهديدات

منذ بداية الأزمة، تنوعت عمليات التصفية من قبل الدائرة الضيقة للرئيس السوري بحق الشخصيات العسكرية والسياسية والإعلامية المقربة منه، لا سيما التي شكلت تهديداً محتملاً على سلطته من داخل حلقة النظام. وبسبب الظروف التي نجمت عن الإنشقاقات الكثيفة وظهور النظام بحالة ضعف كبير خلال ٢٠١٢ مع تطور التشكيلات العسكرية للمعارضة والإقرار الغربي في دعم المعارضة، ظهرت تقارير كثيرة حول إحتمالية تشكيل إنقلابات محتملة من داخل النظام ضد حكم الأسد،  وفي مقدمة تلك المخاوف الشخصيات التي كانت منافسة بالأساس داخل أروقة النظام، كما هو الحال مع خلية الأزمة التي تمت تصفيتها في العاصمة دمشق بتاريخ 18 تموز 2012 والتي تشير جميع التقارير إلى ضلوع النظام بتنفيذه بالرغم من محاولات المعارضة في تنصيب العملية لنفسها. وأطاح النظام آنذاك بصقور أشيع عنهم التحضير للإطاحة برأس النظام لصالح حكم إنتقالي يقوده صهر الأسد "آصف شوكت" الذي كان على خلاف مع بشار الأسد. إلا أن أستخبارات الاسد أستطاعت التخلص منهم قبل أن يحولوا التطورات إلى تشكيل خطر على حكم الاسد. وتكون خلية الأزمة من رئيس الخلية معاون نائب رئيس الجمهورية (وزير الدفاع السابق) العماد حسن توركماني، وزير الدفاع العماد داوود راجحة، إضافة الى نائبه العماد آصف شوكت، واللواء هشام الاختيار رئيس مكتب الأمن القومي، فيما نجا وزير الداخلية اللواء إبراهيم الشعّار.
وتوالت مثل هذه العمليات خلال السنوات العشرة الماضية، ليجد اللواء جامع جامع حتفه في معارك دير الزور بين قوات النظام والمجموعات المعارضة، ووفق شهود عيان إن الرصاصة أخترقت رأسه من الخلف في تشارين الأول ٢٠١٣.
بتاريخ ٢٤ أبريل ٢٠١٥ توفى العميد رستم غزالة في ظروف غامضة ومفاجئة بدمشق وأشارت التقارير إن العميد له دور بارز في إغتيار الرئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وإن عملية التخلص منه جاء لإخفاء الأدلة التي تدين الدائرة الضيقة للأسد.
بتاريخ ٢٠١٧ تم إغتيال العميد “عصام زهر الدين” بانفجار لغم في منطقة “حويجة صكر” داخل مدينة دير الزور، في عام 2017. حيث أشتهر بخوضه معارك في محيط دمشق (حيّ التضامن، دوما، التل، وغيرها) إلى جانب بابا عمرو في حمص، وصولاً إلى رحلة مريرة في دير الزور وحماية مطارها العسكري، وأشارت تقارير كثيرة حول وقوف النظام وراء مقتله.
وتشير تقارير عديدة أن عدداً من كبار الضباط تخلّص منهم النظام، مثل قائد القوات الخاصة اللواء محمود عزيز حسن، في معارك حلب، واللواء محسن مخلوف، قائد الفرقة 11 دبابات، في معارك مدينة تدمر، واللواء عدنان عمران رئيس أركان إدارة الدفاع الجوي, في الغوطة الشرقية، واللواء حسين إسحق قائد الدفاع الجوي في معارك الغوطة الشرقية، واللواء محيي الدين منصور قائد الفرقة الخامسة في معارك إدلب، والعميد محمد محسن خضر قائد اللواء 65 في الفرقة الثالثة، والعميد مظهر زاهر معاون رئيس اللجنة الأمنية في حلب، والمسؤول الأمني الأول في محافظة حمص رئيس فرع الأمن العسكري العميد حسن دعبول، ورئيس قسم المخابرات الجوية في السويداء الرائد أسد العبدو ونائبه النقيب إبراهيم العلي، وقائد الفوج الخامس اللواء محسن جامع بمحيط مدينة السخنة، والعميد غسان يحيى يونس رئيس أركان اللواء 60 المدرّع شرقي تدمر.

04.07.2024

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!