حرب شاملة ولا صوت لإيران

komari
0
بقلم : أحمد المالكي/ خاص الجيوستراتيجي
التصعيد الإسرائيلي على لبنان بعد حادثة البيجر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا أمام حرب كبرى بدأت بالفعل والأمر لن يقتصر على غزة فقط والتي تم تدميرها بالكامل وحرقها من الشمال إلى الوسط والجنوب واغتيال إسماعيل هنية واليوم توسعت اسرائيل في الضفة الغربية والمخيمات والقدس وهناك احتمالات بتوغل بري إسرائيلي في جنوب لبنان لكن قبل هذا التوغل تحاول إسرائيل تمهيد الأرض وذلك من خلال حرق اليابس والأخضر وتهجير اللبنانيين من الجنوب لكي تكون حدود لبنان خالية من أي تهديد أمني لإسرائيل خاصة المستوطنات الإسرائيلية في شمال إسرائيل والتي تم إبعاد الإسرائيليين منها خوفا على حياتهم من هجمات حزب الله.
إيران مع هذا التصعيد اختفت من المشهد وهناك حديث لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن رغبة إيران في المفاوضات النووية مع الغرب وايضا حديث الرئيس الإيراني عن الأمن والسلام ومايحدث في لبنان بعيد كل البعد اليوم عن التفكير الإيراني وهناك تخلي كامل من إيران عن حزب الله والمليشيات الإيرانية في الدول العربية وتعمد واضح من إيران لترك هذه المليشيات تواجه مصيرها لكن ليس معنى ذلك أن حزب الله سوف يسلم بسهولة رغم الضربات الإسرائيلية التي أصابت الحزب من اغتيالات لقادة وايضا الاختراقات الإسرائيلية للحزب لكن الذي سوف يدفع الثمن الشعب اللبناني والمنطقة بأكملها لأن هذه الحرب سوف تكون اشرس من حرب غزة وتأثيرها كبير جدا على الجميع بمافيها الإسرائيليين الذين لا يريدون هذه الحرب والتي يجبرهم عليها نتانياهو لخدمة مصلحة بقاءه في الحكم وبقاء المتطرفين في السلطة في ظل اعتراضات كبيرة على سياسات نتانياهو في توريط إسرائيل في حرب كبرى .
الضغط الأمريكي على نتانياهو فشل وزيارة بلينكن إلى المنطقة فشلت ورغم محاولات الوسطاء التوصل إلى اتفاق مع أطراف الحرب إسرائيل تتعمد الاستمرار في الحرب وتوسيع دائرة الصراع لكن من يضغط على إيران لوقف توريط المنطقة في حرب من خلال تحريك مليشيات غير مسؤولة تتحكم في مصائر شعوب المنطقة ومستقبلها وإيران هي من دفعت هذه المليشيات إلى مايحدث اليوم في المنطقة واختفت عن المشهد وتتحدث عن مصلحتها اليوم وعن الأمن والسلام وتناست الرد الإيراني على إسرائيل والذي كان ينتظره العالم ردا على اغتيال إسماعيل هنية في إيران لكن إيران لايهمها اغتيال هنية ولا العرب وهذا هو هدفها تدمير الدول العربية وشعوبها .
حديثي حول إيران لاينفي ابدا الجرائم الإسرائيلية التي قامت بها تجاه الشعوب العربية والمخطط الصهيوني لاحتلال كافة الأراضي العربية بالقوة واغتصاب الأراضي العربية لكن هناك من جعل إسرائيل تتجرأ على العرب ودفعهم إلى حرب غير مستعدين لها الأن وحتى نتحدث بصراحة لايوجد دولة في المنطقة اليوم لديها استعدادات عسكرية كبيرة باستثناء مصر التي تمتلك جيش قوي على أعلى مستوى من التدريب والجاهزية لكن مصر تعتمد أيضا على استخدام الدبلوماسية لتجنيب المنطقة ويلات الحروب لكن لن تتوانى في الدفاع عن نفسها وعن حدودها إذا اقتضت الضرورة .
مايحدث اليوم في لبنان وغزة والأراضي الفلسطينية يتحمله المجتمع الدولي الذي مازال يستنكر ويدين فقط ولايتخذ مواقف قوية للضغط على الكيان الصهيوني وكل الادانات فقط للشو الإعلامي وإذا أراد المجتمع الدولي أن يكون له دور قوي عليه السعي إلى تطبيق قرارت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الخاصة بإيقاف الحرب وأيضا إنهاء الإحتلال الإسرائيلي على كافة الأراضي الفلسطينية والعربية .
حرب شاملة تعني أن الجميع سوف يدفع الثمن ولا احد أصبح بعيد عن آلة القتل الإسرائيلية وحزب الله أمامه مهمة صعبة لحماية جنوب لبنان وماحدث لحماس سوف يمر به حزب الله لكن إسرائيل فشلت حتى الآن في القضاء على حماس والتي تملك ورقة ضغط قوية وهم الأسرى لكن ماذا يملك حزب الله الأن في هذه الحرب ؟.
وهم إسرائيل اليوم باحتلال جديد لأراضي عربية لن ينفع وإذا لم تدرك إسرائيل أن السلام مع شعوب المنطقة افضل طريق سوف تزول إسرائيل في أقرب وقت مما تتصور هي واعتقد أن قادة الحرب في اسرائيل يعملون على زوال إسرائيل لأن هذه المنطقة ليست ملكا لهم ولن تكون وعلى إسرائيل التفكير جيداً وجديا قبل التوسع في حربها وفتح جبهة جديدة في لبنان وهم يدركون أن الدخول الى لبنان بريا سوف تكون خسارة كبيرة عليهم اكبر من خسارتهم في غزة .

رئيس مركز شؤون دولية باللغة العربية للدراسات السياسية والإعلامية

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!