زيارة الشرع إلى الولايات المتحدة ..ماذا بعد ؟

آدمن الموقع
0
بقلم: احمد المالكي 
سافر احمد الشرع الرئيس السوري إلى الولايات المتحدة من أجل بحث مستقبل الدولة السورية التي تحتاج إلى الكثير من المجهودات وحل كافة الملفات التي تحتاج إلى سنوات طويلة وعلى رأسها بناء دولة مؤسسات وإعادة الإعمار وملفات أمنية وعسكرية وعلاقة سوريا بمحيطها العربي والإقليمي.
زيارة الشرع إلى الولايات المتحدة للحصول على شرعية لم يملكها حتى الآن خاصة أن الشرع هو رئيس سوريا لكن هل كل السوريين يريدونه رئيسا لهم ؟!. الشرع يؤكد على أنه سوف يكون رئيس لكل السوريين لكن الشرع جاء من خلفية متشددة يحمل ايدلوجية متطرفة حمل السلاح مع الجماعات الإرهابية ويعلن اليوم عن محاربة الإرهاب في سوريا وقامت وزارة الداخلية السورية بحملة على داعش قبل وصوله إلى الولايات المتحدة وأعلن انضمام سوريا إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة الإرهاب في تناقض غريب بين ما يعتنقه من أفكار وما يعلنه اليوم حول ضرورة القضاء على داعش والارهابيين في سوريا.
الشرع ذهب إلى الولايات المتحدة ليأخذ بعض الصور الدعائية عن قدرته في لعب كرة السلة مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ولقطة أخرى وهو يقوم بتحية أنصاره في الشارع الذين وقفوا في انتظاره من أجل توجيه التحيه والتصفيق له وقام بالنزول من السيارة من أجل توجيه التحيه لهم في مشهد حدث سابقا في مصر عندما نزل الرئيس الإخواني محمد مرسي لتحية أنصاره في الشارع والمشهد الأهم هو اللقاء الذي حدث في البيت الأبيض بين ترامب والشرع الذي دخل من باب خلفي بدون استقبال رسمي أو وسائل إعلام وجلس امام مكتب ترامب وليس بجانبه في مشهد غريب وبحسب الخارجية السورية كان لقاء من الود وتم تبادل الهدايا.
ترامب شخص أيضا غريب الأطوار يحب دائما الطرائف والعجائب هو الذي يسعى دائما لكي يكون رئيس مختلف عن الذين سبقوه في البيت الأبيض وهذا الاختلاف ظهر في لقاءه مع الشرع في تعبيره عن الاعجاب بالشرع وقوته وماضيه الصعب وبرر ذلك له أن الجميع لديه ماضي صعب يشير إلى بداية الشرع مع الجماعات الإرهابية وبغض النظر عن تصريحات ترامب حول الشرع وحديثه عن إيمان الشرع بالسلام في الشرق الأوسط لكن هناك أسئلة كثيرة حول أهمية هذه الزيارة للشعب السوري و سوريا و السؤال الأهم مستقبل سوريا إلى أين ؟.
زيارة الشرع للبحث عن شرعيته أولا خاصة أنه يواجه في سوريا وضع غير مستقر وهناك مشاكل عالقة وعلى رأسها ملف سوريا الديمقراطية قسد وملف أكراد سوريا ومستقبل الأكراد في سوريا وايضا ملف إسرائيل واحتلالها أجزاء من سوريا وعدم وجود جيش سوري بعد تدمير إسرائيل للجيش السوري وايضا ملف إعادة الإعمار الذي يحتاج إلى أموال طائلة لكن ربما تكون الزيارة تعطي الامل في بناء سوريا من جديد لكن لابد أن يتم ذلك في بناء دولة مؤسسات حقيقة ودولة ديمقراطية موحدة تسع الجميع بعيدا عن التمييز أو الانحياز إلى فصيل دون الآخر .
الولايات المتحدة علقت العقوبات على سوريا بشكل مؤقت (قانون قيصر) فيما عدا المعاملات مع روسيا وإيران وهذه انفراجة قد تكون جيدة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يمر بها الشعب السوري وسوف تكون لمدة ستة أشهر في اختبار للنظام السوري ومدى التزامه بما تم الاتفاق عليه مع الرئيس ترامب الذي أبدى استعداده لمساعدة الشرع ومقابلته مرة أخرى وأيضا حدث لقاء ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي مع أسعد الشيباني وزير الخارجية السوري وهاكان فيدان وزير الخارجية التركي وهذا اللقاء يؤكد التأثير التركي في المشهد السوري خاصة أن الرئيس التركي أردوغان يحمل نفس أفكار أحمد الشرع ونفس الايدلوجية بالإضافة إلى الدور التركي في إسقاط نظام بشار الأسد وتبحث تركيا الأن حصد الخدمات التي قدمتها للشرع لإسقاط الأسد خاصة أن إيران خرجت من سوريا بعد رحيل الحليف الأهم لها الأسد وأصبحت الساحة السورية خالية لأصدقاء الشرع وعلى رأسهم تركيا لكن بلاشك أن ترامب يريد أن يأكل من الكعكة السورية ولا يريد أن تستحوذ عليها تركيا لوحدها ولذلك حضر وزير الخارجية التركي إلى الولايات المتحدة للحديث مع وزير الخارجية الأمريكي عن الدور التركي في مستقبل سوريا .
سوريا اليوم بحاجة إلى الكثير حتى تصبح دولة وحتى الأن لايوجد تغيير حقيقي هناك صراعات داخلية مشتعلة بين الشرع وأصدقاء الأمس ويبدو أن الشرع سوف يتخلى عن أصدقائه وإعلان الحرب عليهم للحصول على رضا من الولايات المتحدة وتقديم فروض الولاء لترامب لكنه سوف يجعل سوريا كعكعة يقتسمها أطراف كثيرة من أجل أن يظل على الكرسي وإسرائيل أول من بحثت باستخدام القوة في غياب الدولة للحصول على نصيبها من سوريا رغم الوعود التي قدمها ترامب للشرع في إيجاد آلية مع إسرائيل وتأكيد الشرع أنه لن يدخل في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في الوقت الحالي لكن هل يساعده ترامب في إيجاد حل مع إسرائيل أو سوف يبقى الوضع على ماهو عليه؟.
زيارة أحمد الشرع الرئيس السوري إلى الولايات المتحدة زيارة استعراضية لتقديم الشرع على أنه الرئيس المخلص الذي سوف يعيد سوريا إلى الشعب السوري مرة أخرى رغم أن الواقع يقول عكس ذلك سوريا تسير في طريق صعب جدا ومستقبل غامض مع غياب الرؤية حول إدارة سوريا من أبناء سوريا من كافة أطياف الشعب السوري وليس بفكر الشرع فقط أو الفصيل الذي ينتمي إليه أو بتدخلات خارجية تريد فقط الحصول على نصيبها من ضعف الدولة السورية وليس مصلحة الشعب السوري.
الوضع في سوريا يقلق دول كثيرة سواء في النطاق الإقليمي أو الدولي بسبب ماحدث فيها من ٢٠١١وحتى إسقاط نظام بشار الأسد وإسقاط الجيش السوري وتدميره بالإضافة إلى أن سوريا كانت ومازالت ملجأ لكل الإرهابيين في العالم وأقاموا فيها في الرقة ما يعرف بالدولة الإسلامية وكان الجولاني أو الشرع واحد من هؤلاء ولذلك هناك شكوك حول تخلي الشرع عن اصدقاء الأمس لكن يبدو أن ترامب سوف يكون ضامن الشرع أمام الدول التي لديها قلق من الجولاني سابقا أو الشرع حاليا ومن الأوضاع في سوريا تحت حكم الشرع.
 
رئيس مركز شؤون دوليه باللغة العربية للدراسات السياسية والإعلامية  

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)

#buttons=(Ok, Go it!) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Check Now
Ok, Go it!